الجمعة، 1 أغسطس 2014

الماسوشية السياسية !!!

الماسوشية السياسية

بقلم: محمود عبدالسلام علي

لماذا يسوغ الناس الظلم المجتمعي في أحياناً كثيرة , بل و أحياناً يقومون بتبريره و صبغته بما يشبع نشوتهم بإستعذاب الألم و يجدون في ذلك عدلاً و قصاصاً و إنصافاً من جانب محدود في عقليتهم , لماذا يقومون بلوم الضحية و يتناسون جلادها ... ولماذا تتخلى مجتمعات محرومة بأكملها عن نزعة الاحتجاج والاعتراض، وتدمن بدلاً عن ذلك ماسوشيتها الاجتماعية، أي أن يستعذب مواطنوها لذةً مَرَضية تنجم عن تنكيلهم بأنفسهم جسدياً ونفسياً نتيجة دوافع لاشعورية دفينة ناتجة عن تراكمات تاريخية أو سياسية أو إدمان القمع المتوارث عبر أجيال كثيرة.

لمحاولة الإجابة عن هذه التساؤلات، ابتدع عالم النفس الكندي "ميلفن ليرنر" Melvin Lerner في ستينات القرن الماضي، نظريةً مشوقة غطت مساحة تفسيرية واسعة من السلوك الاجتماعي عبر بحوثها المختبرية والميدانية الممتدة لحد اليوم، صارت تُعرف بنظرية "الاعتقاد بعدالة العالم" Belief in a Just World Theory. يقول "ليرنر" إن الناس مدفوعون (عند مستوى ما قبل الشعور Subconscious) للاعتقاد "واهمين" بأنهم يحصلون على ما يستحقونه، ويستحقون ما يحصلون عليه في عموم حياتهم، إذ لا بد لهذا العالم أن يكون "عادلاً"، وإلا كيف يمكن تحمل كل هذه المظالم دون أن يكون هناك وهمٌ بأنها (أي المظالم) وجه مستتر من أوجه العدل الذي يكمن خلف كل الأحداث، والذي سيتحقق عاجلاً (في الدنيا) أو آجلاً (في الآخرة). إنه وهم تكيفي يجعل الناس أقل توتراً وأكثر رضى عن حياتهم "البائسة". فالفقراء صاروا فقراء لأنهم "كسالى" لا يبذلون أقصى جهودهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة، والتفاوت الاجتماعي ليس إلا نتاجاً "معقولاً" لفروق فردية في الذكاء والقدرات، والضحية المغتصبة جنسياً "تستحق" ما لحق بها لأنها سارت لوحدها في الطريق ولم تكن محتشمة بما فيه الكفاية!! وتخلص النظرية إلى الاستنتاج بأن هذا الاعتقاد (الوهم) بعدالة العالم هو أحد عوامل التعطيل السيكولوجي للحراك البشري الجمعي الإيجابي نحو الاحتجاج والتغيير والإصلاح.
يقول اتين لابويسيه في مقاله عن العبوديه المختارة: “الشعوب إذن هى التي تترك القيود تكبلها، أو قل إنها تكبل نفسها بنفسها، ما دام خلاصها مرهونًا بالكف عن خدمته، الشعب هو الذى يقهر نفسه بنفسه… هو الذي ملك الخيار بين الرق والعتق؛ فترك الخلاص وأخذ الغل”.

فلا نتعجب عندما نسمع أناس في الشارع يقولون جمل مثل تلك " والله إحنا شعب ميجيش غير بضرب الجزمة " , "إحنا شعب لازمنا فرعون يدينا فوق دماغنا " أو في أقوال أخري "البلد دي محتاجة واحد (عسكري) عشان يعرف يمشيها صح و يربي شعبها " .... إلي آخره من تلك الجمل المستفزة التي نسمعها في حياتنا اليومية , تلك الجمل ما هي إلا نتيجة تراكمات قمعية و ممارسات سياسية مورست علي مدار ستين عاماً من الحكم العسكري علي الشعب و إقناعهم بالوهم و لكن هذه الممارسات هل قد تتأثر بها النخب السياسية المعارضة فتخور عزائمهم فتهوي مبادئهم ليخضعوا تحت سوط الديكتاتور بل و يستلذون الألم !!!!
سطعت تلك الفكرة في ذهني عندما بدأ الحديث عن الإنتخابات البرلمانية المقبلة لأجد من يدعون بإنهم أحزاباً مدنية تسعي إلي مدنية الدولة و تحقيق أهداف الثورة لا مانع لديها من التحالف مع فلول الثورة أو مع دوائر المصالح القديمة ولا سبيل لها للوصول إلي عبر تلك التحالفات المشينة و بالرغم من أن تلك الأحزاب بعضها ينتقد أداء الحكومة و رافضة لشكل الدولة العسكري و رافضة أيضاً لقانون الإنتخابات البرلمانية القادمة , و لكن يبدو أن ماسوشيتهم أجبرتهم علي إتباع مبدأ "إذ لم تستطع مقاومة الإغتصاب , فإستمتع به " و يبررون ذلك عبر وهم زائف مدعين أنه لا يوجد سبيلاً لمعارضة النظام إلا عن طريق الدخول في عبائته و إذا سئلتهم عن مدي ثقتك بهذا النظام في تحقيق نظام ديموقراطي سليم , أجابك بردود واهية لا تعبر عن قناعاته أو مخاوفه الحقيقية , و إذا سألته عن برنامجه الإنتخابي الذي بناءاً عليه سيخوض تلك التحالفات و هل إذا كانت هذه التحالفات متوافقة فكرياً مع البرنامج الإنتخابي إذا وجد أو مع أيدولوجية الحزب ... أجابوك بالصمت الرهيب خشية من أن تتعري أمامك سوءاتهم أمام عينك بالرغم إنه لا يدرك إنها بالفعل كشفت .. و منهم البعض من يجادل و يبرر فتجد أن إستعذابه للألم هو الذي يتحدث و نشوته بالإضطهاد , فهو يعلم جيداً إنه في نظام ديكتاتوري و آثر أن يستمتع بتلك الديكتاتورية بل و يصبغ عليها صبغته ليكسوها بالمبررات ليستمتع بالإغتصاب أكثر فأكثر .

فهذا يذكرني كثيراً بالإفيه الشهير للفنان "حسن عابدين" في فيلم "درب الهوي" عندما قال : " أنا عاوز واحدة تهزقني .. تهزقني .. تهزقني " فما اقرب المشهدان .. فالأحزاب تجد الآن نشوة و لذة في إحساس القمع و إحساسها بالمعارضة الشكلية كي ترضي نفسها و كينونتها أمام العامة 
رسالة إلي تلك الأحزاب .. إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص
. لن يحدث إصلاح حقيقي ما لم يتماثل الشعب بما فيه من أحزاب و قادة رأي من هذا الداء، وينفطم عن أبوة الدولة وهيمنتها، التي تخوِّل لأيّة ممارسة لا قانونية طالما أنت ومالك لأبيك.

من ردم الظلام علي جثة مستقبل الأجيال القادمة , أن نعلمهم إن أفضل طرق مقاومة الإغتصاب هو الإستمتاع به عبر تلك الشكليات المسماة بالمسار الديموقراطي المخضب بالدماء و المقيد بأغلال و أصفاد القمع و القهر .. إنكم تدعون إلى نحر الأمل. فالحرية حق مستطاب، لكم أن تناضلوا من أجل وطن فسيح لا يضيق بأهله تشارك في سيادته، مبنيًا على أسس تكفل لكل المواطنين الحرية والأمن، ويحقق متطلبات العدالة وطبيعة الاختلاف، أن تكون فيه إنسانًا كاملًا لا ملفًا ولا رقمًا ولا كومبارساً يتلذذ بآلام الإغتصاب حتي يرضي رغبته في الوصول إلي النشوة المرتجاة و هي المناصب الشكلية فوق جثثاً نسيتموها , أن تكون العلاقة بين الشعب والسلطة علاقة صحية تقوم على مساءلة المسؤولين فلا يستقيم أن نسمّيه مسؤولاً ما لم يقبل المساءلة، علاقة لا تضللها ماسوشية سياسية تعتمد علي إيهام الناس بأن تلك الآلام التي يعانون منها يجب أن يصبروا عليها لأجل مصلحة الدولة و الوطن و ما هي إلا تصرف سادي ديكتاتوري من الدولة إتجاه مواطنيها الذي بطبيعة الحال إنتشر بيننا تلك الإنحرافات النفسية و أصبحنا شعباً يستعذب الآلام.

===========================================
للتواصل مع الكاتب علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك :


للتواصل مع الكاتب علي حسابه الشخصي علي الفيس بوك :

للتواصل مع الكاتب علي تويتر :

للتواصل مع الكاتب علي إيميله و مراسلته :


Ma7moud.3bdelsalam@gmail.com

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

صراع اللا شيء !!

صراع اللا شيء


بقلم : محمود عبدالسلام علي

هناك من ولد في عالمنا هذا ليكن مصارعاً , و هناك من ولد ليعلم كيف تصنع حلبة الصراع و كيف يجني من وراءها المكسب و كيف يسخرها لخدمة أهدافه و ذلك بإجبار المتصارعين علي إحترام قواعده علي الحلبة التي هو بصانعها .

و علي هذا فهناك من يصارع وفقاً لقواعده الخاصة التي تتسق مع مبادئه و التي قد تغضب منه الجمهور أحياناً و قد تغضب صاحب الحلبة أيضاً لأنه لم يأبه بالقواعد التي وضعها .
هذا المصارع يعلم جيداً إنه قد تكسر ضلوعه ... قد تتهشم رأسه لكن آثر علي كل ذلك عقله الذي أنجب الفكرة و حافظ عليها لأنه علم و أدرك أن الأفكار دائماً أبقي و أخلد من أجسادنا .
و علي الصعيد الآخر فهناك من يتصارع وفقاً لمبدأ " الغاية تبرر الوسيلة " فهو يتصارع حسب ما تفرضه الحلبة عليه من أجواء و تقلبات و وفقاً للشروط و القواعد التي وضعها صانع الحلبة , و ما إن تبدلت المصالح المشتركة بين المصارع و الصانع حتي إستطاع الصانع من الإيقاع به بسهولة و كما يقولون يستطيع إيقاعه في شر أعماله !!

هذا هو واقعنا السياسي في مصر , هذا ما لم يدركه أولئك من يتصارعوا علي الساحة من مدعين سواء مدعي الدولة المدنية أو مدعي الدولة الدينية , كلاهما يتصارعان من أجل البقاء و كل منهم يتصارع من أجل الوصول للسلطة و سيظلوا هكذا واهمين أنفسهم بقبض الريح بأيديهم !!

و من هنا نستطيع أن نبدأ المقال ......

لنعود بالزمان إلي الخلف قليلاً , حينما بدي في الأفق جلياً فكرة التوريث في عهد الرئيس المخلوع " مبارك " , و عندما بدأت تظهر مؤشرات توحي بجدية رغبة العائلة المباركية في أن تنتقل السلطة من مبارك الأب إلي مبارك الإبن " جمال مبارك " .
عندها لاح في الأفق لأول مرة علي الساحة السياسية إسم اللواء " عمر سليمان " و بدأ إسمه يتداوله الناس في أحاديثهم علي غير العادة عن كون رئيس جهاز المخابرات غير راضياً عن إنتقال السلطة من مبارك الأب إلي مبارك الإبن , و عن كون المؤسسة العسكرية غير راضية عن ذلك تماماً , لكن الغريب في ذلك أن عندما تناقل الناس هذا الكلام آن ئاك تناثر كلام حوول أن إعتراض المؤسسة العسكرية ليس علي مبدأ التوريث بل إنما علي مبدأ إنتقال السلطة من يد السلطة العسكرية المتمثلة في "مبارك" إلي شخص "مدني" أياً كان من هو .. !!

و هنا كانت أولي حلبات الصراع , عندما بدأت المؤسسة العسكرية تنسحب تدريجياً من دعم نظام مبارك خاصاً عندما رأوا ما قام به مبارك و وزير داخليته آن ذاك "حبيب العادلي" عندما قام بتكثيف القوي العددية لقوات الأمن حتي إنها كادت أن تصبح أكثر قرباً إلي صورة الجيش الموازي لا ينقصها سوي الدبابات و الطائرات .

فهذا الجيش الموازي الذي كان يجهز لحماية عملية التوريث تلك , حتي ما أعلنت المؤسسة العسكرية رفضها التام و الصريح لجمال مبارك , فكان من ذلك الجيش الموازي إلا أن يتصدي لذلك الرفض بتصفية المعارضين كم أي جانب كان حتي و إن كانت المؤسسة العسكرية ذات نفسها و هنا كان سيحدث ما لا يحمد عقباه .

و هنا آثرت المؤسسة العسكرية إلتزام الحياد المائل نحو حتمية سقوط هذا النظام و وضع آلية لذلك و لإحتواء ذلك ما إن إنتفض الشعب حيال ذلك و أن يبقي الوضع تحت سيطرتهم , وذلك بما لا يضر بمصالحهم داخل مؤسسات الدولة و هيمنة هذه المؤسسة علي كل كبيرة و صغيرة فتلك الهيمنة التي ظلت و أمتدت لطوال 60 عاماً ظل في الحكم العسكري منذ عام 1952 .

و هنا كانت أولي جولات الصراع , حين تصارع الجميع بكل طوائفه و بكل توجهاته الفكرية ضد نظام مبارك حتي سقط في 11 فبراير بعد ضغط شعبي و عسكري بعد أن إنسحبت المؤسسة العسكرية من دعم هذا النظام و كان الإنسحاب إنسحاباً تكتيكياً مخطط له ضمن خطو كاملة لإحتواء الأمر .

فلا يجب أن ننسي أو نتناسي أن قبل 25 يناير كان مبارك كان قد أحال ملف متابعة و إحتواء ما سيحدث إلي مكتب قائد المخابرات العسكرية و الحربية آن ذاك و هو الفريق "عبدالفتاح السيسي" وزير الدفاع الحالي و العضو التاسع عشر بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة السابق بقيادة المشير "طنطاوي" .

و هنا كانت ثاني حلبات الصراع , بعد أن سقط نظام مبارك بيد جميع القوي الوطنية و الشعبية متحدة معاً و بمساندة و ضغط سري من المؤسسة العسكرية حتي سقط طغيان نظام مبارك , لكن سرعان ما يجري البعض وراء أهدافه السلطوية مستعداً لعقد الصفقات و مستعداً لخسارة الجميع من أجل تلك الأهداف و مقابل تحقيق غايته .
هكذا فعلت الجماعة المحظورة "الإخوان المسلمين" و كذلك كانت خير آداة تلعب بها المؤسسة العسكرية و المخابراتية لتطبيق مبدأ " فرق تسد " فهم يعلمون خطورتهم ما إن وصلوا إلي السلطة و يعلمون قدرتهم التنظيمية التي هي بقادرة علي تسخيرها لتفرقة الصف .

و بدأ حينها الصراع يشتد بين الفرقتان المتناحرتان , فأحدهما يدعي الإستقرار و الحفاظ علي الشريعة و الطابع الديني للدولة و الآخر يدعي الحفاظ علي مدنية الدولة و الديموقراطية و الحفاظ علي الثورة و مكتساباتها, بغض النظر عن كونهما هما الإثنان كاذبان وكلاهما يقولان ما لا يفعلون , لكن صراعهم ذلك سواءاً في الإستفتاء علي التعديلات الدستورية أو علي دستور 2012 أو في مجلسي الشعب و الشوري ثم في الرئاسة .

كانت كلها صراعات مقصودة لتعميق ذلك الصراع و لتولد جبهات أخري أكثر و أكثر لتفرقة الصف , وفي ظل هذه الصراعات و المعارك يولد الثائر الحق الثابت علي مبدئه , فقد أدرك حينها الكثير من الشباب أن كلا الفريقان لا يعملان لا من أجل الثورة ولا من أجل الوطن إنما لمصلحتهم السلطوية فقط لا غير .

فالإخوان كما نعلم جميعاً عقدوا العديد من الصفقات مع المؤسسة العسكرية بكافة الطرق و السبل للوصول إلي سدة الحكم , أما النخبة المدنية فهي تنادي و تتكلم من الأبراج العالية و تتحدث عن مطامع سلطوية هي الأخري و يتكلمون و لو كأن ثورة لم تقم و كأن المواطن مهتماً بتلك الشئون السلطوية , فالمواطن البسيط لا ينظر إلي تلك المهاترات لكن ينظر إلي من يري فيه أن يحقق له لقمة العيش و الخدمات و هكذا أجاد الإخوان الوصول للشارع و مراوغته حتي وصلوا إلي ما يبغون .

و برغم من ذلك كانت الفئة الثورية حريصة علي أن يلتزموا بمباديء الثورة و تحقيق أهدافها و الفرقتان الأخرتان في ضلالهم القديم و صراعهم السقيم .

فكانت الكثير من الأحداث و الملابسات التي أصطنعها الإخوان بالتعاون مع المؤسسة العسكرية لإلهاء تلك الفئة , حتي تسير الخطة كما يجب أن تكون عليها .

فكان قبيل أي حدث سياسي ضخم أو اثناءه , كانت تصطنع الإشتباكات بجميع أنحاء الجمهورية في آن واحد لتستنكرها الجماعة و تستنكرها المؤسسة العسكرية في آن واحد , ليقع من يقع من شباب الثورة الأطهار في أحداث ماسبيرو و محمد محمود و مجلس الوزراء بيد الخس و الحقارة .

و تمت تلك الصفقات بنجاح , إلا أن وصل الإخوان إلي سدة السلطة التشريعية و التنفيذية و حينها وصل مندوب الجماعة في قصر الرئاسة الرئيس المعزول "محمد مرسي" .

عندها تسائلت لماذا ؟؟؟ ... لماذا فعلت المؤسسة العسكرية هذا كله , أهل حقاً أرادوا تسليم السلطة إلي مدنياً بما يحفظ مصالحهم معهم أم أن هناك شيئاً آخر لا أدركه في تلك اللحظة .
لكن سرعان ما أكتشفت ما هو الشيء الآخر الذي لم أراه آن ذاك , أن المؤسسة العسكرية علي علم تام كما ذكرت سابقاً بمدي خطورة هذه الجماعة و بمدي قدرتها التنظيمية و خطورتها في الشارع المصري و يعلمون جيداً أن تلك الجماعة ستظل علي ثقة بتلك المؤسسة بعد أن ساندوها في الوصول لتلك المكانة من السلطة و يعلمون جيداً أن غبائهم السلطوي سيدفع بهم إلي معارضة المصالح المشتركة و إنهم سرعان ما سيفقدون الشارع و القوي الأخري التي ساندتها في الإنتخابات الرئاسية في مواجهة "شفيق" .

و كانت أولي دلالات صدق ما أقول عندما أصدرت الجماعة أوامرها لمندوبها بقصر الرئاسة بإصدار الإعلان الدستوري الفاشي , الذي يعد مخالفاً لما كان متفقاً عليه , و ما كان من المؤسسة العسكرية إلا أن أرتفع بوق الإنذار لهذا النظام بما عرف بـ " جمعة حرق المقرات " فما حدث في ذلك اليوم بشكل منظم مثير للجدل , لكن غباء الجماعة جعلها لم تدرك ذلك بل و تعاملت معه بغباء شديد فهم لم يعوا ذلك ثم كان المسمار الأخير الذي بدوره أصدر حكماً بالإعدام لهذا النظام الغبي , عندما ثار أمر مناقشة الميزانية الخاصة بالمؤسسة العسكرية و هنا جاء دور صراع المؤسسات ليحدث ما عرف آن ذاك بصراع السلطة القضائية حينما صدر عقب ذلك قراراً من المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب , و كل ذلك لم يدرك الإخوان من يصارعون بل و إزداد غبائهم في مصارعة القوي المدنية ليتم تنحيتهم في كتابة الدستور مما أحدث فجوة أعظم في هذا الصراع , و هنا جائت المؤسسة العسكرية و المخابراتية بدورها لتبدأ عقد صفقات مع تلك القوي التي تم تنحيتها و بدأ العد التنازلي لسقوط هذا النظام, و كل ذلك أحدث فجوة أخري بين المواطن البسيط و السلطة فزادت كراهية الشارع لتلك الجماعة التي لا تملك لا مشروعاً ولا سيطرة علي مقدرات الوطن لتسخيره للمواطن البسيط الذي أعطي ثقته لهم .

ثم ظهرت حملة "تمرد" التي آثارت العديد من التساؤلات و الشبهات لكن ما كان جلياً لي آن ذاك , أن تلك الحملة صنعت من أجل هدف محدد و صريح و هو إستجلاب القوي الناعمة بإسلوب الثورة و الشباب و هذا ما لا تستطيع المؤسسة العسكرية إعلانه صراحةً , إلا بإستخدام الوجهات الشبابية التي تستطيع عن طريق إستغلال الأزمات توجيه تلك القوي الناعمة إلي الثورة ضد هذا النظام و هكذا ثار شعب مصر ضد هذا النظام الفاشي في 30 يونيو .

وبذلك كان قد قضي الأمر في أكثر الكيانات المنظمة في الشارع المصري بعد أن رأي الشعب فشلهم و جرائمهم في حق من يعارضوهم و ذلك كله لأنه لم يلتزم بقواعد صانع حلبة الصراع فما كان منه إلا أن إستطاع إيقاعه في شر أعماله خارج تلك الحلبة ليتلقفه الجمهور .

هكذا و لم تتعلم القوي التي تدعي المدنية من أخطاء من سبقوها , فهم يسيرون بخطي ثابتة علي نفس النحو الذي سار فيه الإخوان المسلمين , لكني آمل بأن تخيب ظنوني تلك , لكني أري أن سقوطهم أمر حتمي لأنهم لن يصمدوا و لا يمتلكون مشروعاً يكسبون من خلاله رضاء القوي الناعمة بالشارع المصري و هذا ما سيودي بهم في زمرة من سبقوهم .
و أكبر دليل علي عدم قابلية الشارع لوصول تلك الفئة هي رغبة الشارع العارمة في وصول الفريق "عبدالفتاح السيسي" إلي الرئاسة حتي بعد أن أعلن مراراً و تكراراً عدم نيته علي ذلك , لكن ذلك من وجهة نظري الخاصة من ضمن الخطة المحكمة , فعليه أن يسقط مسبقاً تلك القوي حتي لا يبقي للشارع سوي المؤسسة العسكرية مغيثاً, نعم فإن الثورة القادمة علي أولئك من يدعون الدولة المدنية و سيشارك بها الثوار و الشعب جميعاً بنفس الآليات التي تمت مع نظام الإخوان .

لكن أهل هنا مخرجاً من ذلك أو بعد ذلك ؟؟؟؟؟

نعم إني أري حتمية سقوط تلك القوي المدنية و حتمية سقوط من سبقوهم و من سبقوهم أيضاً ... فعسي أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم .

فإن الوحيدون الذين شاركوا في إسقاط تلك الأنظمة هم الوحيدون القادرين علي توحيد صفوف جميع من سقطوا لبناء دولة فستكن الثورة الرابعة بمشاركة الإخوان و الفلول و المدينيين لكنها بقيادة الثوار الثابتين علي الأفكار , قد تكن وجهة نظري صحيحة أو خاطئة أو قد أكن واهماً لكن في النهاية هذا لا يعني إطلاقاً تخويني لأي طرف سواء الفلول أو الإخوان أو المدنيين أو المؤسسة العسكرية لكن أعترف بغباء الجميع الذي جعلهم في ما هم فيه الآن , فهم جميعاً يسيرون نحو الهاوية فهم يصارعون أنفسهم و يصارعون اللا شيء من أجل اللا شيء لا من أجل الوطن .

أردت في داخلي أن أرضي قناعاتي و أن أقول ما عجز الكثيرون عن قوله


و بالنهاية يجب أن يدرك جميع من يتصارعون من أجل البقاء ... إننا نصارعهم من أجل النقاء ... و في النهاية سننتصر بكم أنتم و ليس عليكم !!
===========================================
للتواصل مع الكاتب علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك :


للتواصل مع الكاتب علي حسابه الشخصي علي الفيس بوك :

للتواصل مع الكاتب علي تويتر :

للتواصل مع الكاتب علي إيميله و مراسلته :

Ma7moud.3bdelsalam@gmail.com


الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

شرعية الحكام و إنفلات الزمام

شرعية الحكام ... و إنفلات الزمام


بقلم : محمود عبدالسلام علي

نعم هي موضوع تلك المقالة , إنها تلك الكلمة التي أصبحت ذات سمعة سيئة و التي أصبحت مثل اللعبة في يد الطفل الصغير التي يلعب بها بدون أن يدرك أو يعي كيف تعمل أو كيف تصنع !!! .

إنها " الشرعية " هي تلك الآلية التي يستطيع الحاكم من خلالها توطيد هيمنته  و فرض سيطرته علي العامة , فهي الشيء الذي من خلالها يحظي علي القبول العام له في منصبه علي أساسها , فهي شيء معنوي تلمسه كافة طوائف الشعب و طبقاته علي حد سواء و يشعر به المواطنون عن طريق تغير ملامح الوطن إلي الأفضل أو ما يفيد المواطن , و بذلك تكن هي تلك الشعرة التي تربط الحاكم بكرسيه فإن قطعت إما قتل أو خلع أو عزل..!!


يقول أدولف هتلر : " إذا أردت أن تحكم السيطرة علي شعب ما .. فأقنعه إنه في خطر "
هكذا حكمنا أغلب من حكمونا .
في الخمسينات و الستينات , إستمد الزعيم الراحل "جمال عبدالناصر " شرعيته من طرد الإحتلال البريطاني و جلاءه عن مصر , و إعلان مصر جمهورية عربية مستقلة و تأميم قناة السويس و بناء السد العالي و كذلك و هو الأهم إنحيازه للشرائح الفقيرة  وإهتمامه بأبناء الطبقة المتوسطة
في صفوف هذا الشعب , مما ترتب عليه تكافؤ الفرص بين المواطنين و الحراك المجتمعي .

بإختصار إكتسب عبدالناصر شرعيته عن طريق مشروع قومي إلتف حوله المواطنون و تمسكوا به ,  ذلك بالرغم من إحتماليات سقوط شرعيته في فترة من الفترات نظراً لما حدث من نكسة 1967 بالإضافة إلي النهج السياسي المستبد و القمعي في كبت الحريات و قمع الأراء , لكن هنا تمسك الشعب به و وطد الشعب الشرعية له عندما رأي آثار الهزيمة و خطورة الحرب فوقف عندها الشعب وراء من رأوا فيه القائد و الزعيم الذي حقق لهم الرخاء و الإستقلال فيما قبل .

أما في السبعينات , فقد إستمد الرئيس الراحل " محمد أنور السادات " شرعيته من إنتصار إكتوبر و تحرير سيناء و إستعادة كرامة المواطن المفقودة أعقاب النكسة و تحويل الإنكسار إلي إنتصار .
لكن شرعيته تلك , سرعان ما كادت تسقط عندما شرع في تطبيق الإنفتاح الإقتصادي و تحول مصر من دولة منتجة إلي مستوردة وذلك ما ترتب عليه من مجيء علي حق المواطن في العدالة الإجتماعية و إنهيار الطبقة المتوسطة و زيادة الطبقة الكادحة الفقيرة فهو قضي علي أهم مكتسبات عهد الرئيس جمال عبدالناصر .
فسرعان ما خرج الشعب ضده فيما سمي بإنتفاضة الحرامية و ما هي إلا إنتفاضة جياع و فقراء هدر حقهم في الحياة الكريمة وذلك كان في عام 1977 بسبب غلاء الأسعار و إرتفاع تكاليف المعيشة بسبب آليات تطبيق الإنفتاح الإقتصادي , هذا علي السبيل الإقتصادي و المجتمعي أما علي السبيل السياسي فبسبب أن ذلك النظام بعد عن الشارع بشكل أو بآخر و إهتمام النظام بالمواقف الدولية و الإقتصادية كحال أي دولة منهكة من حرب و أستنفدت كافة قواها آن ذاك , مما ترتب عليه تكاثر الحركات التكفيرية و الجهادية آن ذاك مما أدي فيما بعد إلي إغتيال السادات رحمة الله عليه .

أما في الثمانينات , فبالطبع كان لا بد علي الرئيس المخلوع " محمد حسني مبارك " أن يستجلب شرعيته من حيث إنتهت شرعية من سبقه و ذلك عن طريق دعوة كافة طوائف الشعب إلي التكاتف و الإتحاد و الإصطفاف لمواجهة خطر تلك الجماعات المتطرفة و المتشددة و مواجهة الإرهاب , مما كان مبرراً قوياً لإعلان حالة الطواريء و كفلت لها الإستمرار ثلاث عقود , لكن تلك الشرعية التي تم إستدعائها بدورها كفلت حالة الطواريء لتكون غطاءاً شرعياً لجميع الإنتهاكات و التعديات علي المعارضين للنظام كبت أصحاب الرأي و إنتهاك كافة مواثيق حقوق الإنسان و إنتهاك الحريات بدعوي تحقيق الديموقراطية و الإستقرار .. فقامت الثورة ليسقط نظاماً و لتسقط معه شرعيته .

أما عن الرئيس المعزول " محمد مرسي " فقد آتته الشرعية الدستورية عن طريق آليات الديموقراطية بآلية الإنتخاب لكنه لم يعي إن لها متطلبات و أن الشعب قام بثورة لها أهداف عليه أن يحققها حتي و إن كانت منافية لأيدولوجيته , فهو لم يعي أن هناك شعب أسقط نظام بسبب إحتكار السلطة و قمع معارضيه و تهمشيهم لكنه سار علي نفس النهج ليكن من أسرع الحكام سقوطاً لشرعيته , فكان عليه أن يكتسب الشرعية الشعبية و الثورية كصمام آمان لكنه أكتفي بشرعية الأهل و العشيرة و الشرعية الدستورية المكذوبة لأنها جاءت عن طريق دستور كتب و عدل علي يد أهله و عشيرته .
و بسبب كثرة تلك الأخطاء التي تتعلق بشرعيته بينه و بين شعبه فقد أفسد الحياة السياسية   فوجب سقوطه و سقوط شرعيته الذي يعد الأسرع و الأقوي دوياً في السقوط .

و الآن و نحن في تلك المرحلة الإنتقالية يبحث الكثير من طامحي السلطة عن الشرعية التي تكفل له رضا الشعب عنه و مساندته , فقد حظت الحكومة الإنتقالية علي شرعيتها من تكاتف الشعب ليقف أمام إرهاب الجماعات المتطرفة و علي رأسها جماعة الإخوان المسلمين و يحاول أن يجتذب كافة طبقات الشعب , و لكن قوة القمع و الشدة في الحكم لا يجب أن تأتي إلا علي من ظلم و من أفسد و لا تتطور لتأكل الأخضر و اليابس , فلا يصح أن تدرك القوي القمعية من يعبر عن رأيه لكن يجب أن تطول من يرهب الآخرين برأيه أو بأفعاله , أما إن تحولت تلك الآداة إلي أداة قمعية لتطول كل من عارض أو أبدي رأياً فسيسقط حتماً النظام و سنظل في تلك الدائرة المفرغة .

بإختصار شديد أري أن هناك نظاماً ما يستعد للقيام علي أسس و رضاء شعبي لكنه يخفي في طياته ما لا يحمد عقباه , و عليه فيجب علي القوي الثورية التعلم من أخطائها و التعلم من أخطائها لتحكم الشرعية الثورية بأهداف الثورة و لتتحقق مباديء الثورة التي ناضلنا من أجلها ضد المخلوع و نظامه و ضد مجلسه العسكري الذي أورث النظام إلي المعزول ليظل هذا الشعب مكتوباً عليه أن يتم تسليمه من نظاماً إلي آخر " تسليم أهالي"

===========================================
للتواصل مع الكاتب علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك :


للتواصل مع الكاتب علي حسابه الشخصي علي الفيس بوك :

للتواصل مع الكاتب علي تويتر :

للتواصل مع الكاتب علي إيميله و مراسلته :



الخميس، 31 يناير 2013

من الثوار إلي الساسة : من أنتم ؟؟؟

من الثوار إلي الساسة : من أنتم ؟؟؟


بقلم : محمود عبدالسلام علي

هناك في المكاتب المكيفة يجلس الساسة , يحددون مصيرك ... و يقررون بإسمك و بإسم ثورتك  , يدافعون و يتدافعون ... يصيبوا و يخطأوا ..... لكن في النهاية أنت فقط أيها المواطن من يدفع الثمن !!!


أتدري ما هو هذا الثمن ؟؟؟ ... إنه الوطن , الذي يبكي علي ما آل به الزمان و علي ما آل بشعبه من تمزق بين فريقين كلاهما لا يبحث إلا عن كيفية بقاءه ولا أحد فيهم يبحث عن كيفية بقاء هذا الوطن !!



فها هي المعارضة بثيابها الأنيقة و كلامها المنمق , من ينظر إليها لأول وهلة يري فيهم أناس تشع منهم أضواء الحكمة و بريق الوطنية , لكن من ينظر إلي أفعالهم , لا يري منهم إلا التخاذل و تلاعب بالمشاعر و إهتزازية المواقف , و الأدهي من ذلك و أضل هو عدم الثبات علي المباديء التي يدعونها أمام مؤيديهم و التي رسخوها في عقول مؤيديهم و لذلك يخرج عليهم اليوم مؤيديهم معترضين علي النهج الذين ينتهجوه ... فهؤلاء منهم من كنت أتخذه أباً روحياً لي و قدوة في الضمير السياسي و الآخر كنت قد أتخذه مثالاً للنضال من أجل فقراء مصر ... لكن النضال ليس أفواها تتحدث بل النضال في حقيقة الأمر هو أن تصفع النظام الفاسد بيد قاسية و ليس أن تتراقص للنظام ... هكذا علمتموني !!!




فأنا أتذكر عندما كان شباب الجمعية الوطنية للتغيير يترجون الدكتور محمد البرادعي بعدم اليأس و البقاء فمصر ليستكمل مسيرة التغيير التي بدأها تذكر يا دكتور محمد إننا من أعطينا لك الأمل و كما وعدتنا بالتغيير وعدناك بتحقيقه بدمائنا و قد أوفينا و عندما وعدتنا بالثبات علي المباديء صمدت فترة ثابت فيها علي المبدأ لكنك لم تلبث طويلاً حتي فرطت في جزء من المبدأ و ليس كله , فأنت قد سمحت لنفسك أن تضع يدك في يد من أفسدوا الحياة السياسية بعهد المخلوع و أتيت بعجائز ليقودوا حزبك الذي وعدت بأن يكون حزباً لشباب الثورة و الثوار و ليمكن هذا الشباب من أن يقود هذا البلد مستقبلاً فكيف يقود و أنت تعطي عجلة القيادة لعجائز لهم مصالح أخري , دكتور محمد البرادعي من شباب الفيس إلي من علمنا الثبات علي المبدأ : أرجع مكانك فمكانك مازال قائماً بقلوبنا زعيماً لدولة الضمير و المباديء .


أما الأستاذ حمدين صباحي , فقد علمتنا كيف يكون النضال من أجل الفقراء و كيف يكون النضال من أجل الكادحين و كنا وراءك و صمدنا في صمودك ضد الفساد , لكن كيف نقف الآن و نحن نراك قد تركت من تناضل من أجلهم و تناضل من أجل أشياء أخري لا نعلم ما هي ... فهل أنت تناضل الميكروفون في خطبك الرنانة أم تناضل الفساد الذي مازال يطوق رقاب فقراء مصر , عد إلي فقراء مصر مرة أخري فهم في شوق إليك و لنضالك من أجلهم لا تصارع نظاماً أو مؤسسة بل صارع و ناضل من أجل الفكرة التي طالما ناضلت من أجلها .

فأولئك من يسمون أنفسهم بالنخبة ولكن هم في الحقيقة ليسوا سوي مواطنون عادييون بل و قد يكون المواطن البسيط أكثر وطنية من كثير منهم , فنحن شباب هذا الجيل من صنعناهم و نحن فقط القادرون علي هدمكم , فنحن من ألتففنا حولكم و من ثقتنا أعطيناكم , لكن المباديء التي عاهدتمونا عليها و أئتمناكم علي التمسك بها فإذا أخللتم بها أكثر من هذا  فستكون ضربتنا القادمة إليكم .

و ها هم الحفنة الثانية من النخبة , إنه الطرف الحاكم و المهيمن علي أوراق اللعب في الساحة السياسية , حين تراهم لأول وهلة تري فيهم التقوي و الورع و الزهد من الحياة ولذاتها من سلطة أو منصب , لكن من يدقق في حقيقتهم لا يري سوي إستماتة علي المنصب و الطمع في إحتكار السلطة و ليس الوصول للسلطة فحسب .
فهؤلاء الذين يتخذون من الدين ورقة توت ليستروا عوراتهم و سرعان ما يأبي ديننا الحنيف أن يظل ستارة لما يفعلوه من فساد مجتمعي فيقرر أن يهتك سترهم فتظهر سوءاتهم أمام الجميع و مع ذلك يصرون و يتمادون في أن يستتروا بالدين ليصبح المشهد أكثر وقاحة .

فحينما أري جماعة الإخوان المسلمين و ما تملكه من تاريخ يقارب الثمانين عام ... و أري ما يفعلونه في الساحة السياسية ... اتسائل أهل كانوا يناضلون من أجل حرية الوطن و المواطن أم كانوا يناضلون من أجل إحتكار السلطة و ليس الوصول إليها فحسب . 

أهل كانت إستمراريتهم طوال تلك الفترة عامل من عوامل تغير مسارهم الفكري .. أم عامل من عوامل التعرية التي أصابتهم بموجب إحتكاكهم بكل الأنظمة الحاكمة , فإحتكاكهم المتواصل مع الأنظمة السابقة قد يؤدي إلي إجادة ألاعيب الحواة من كل طراز و هذا ما قد يؤدي حقاً إلي الإنحراف الفكري أو عفن الإحتكاك بالأنظمة و هو ما ينتج الآن من النظام الحالي وهو عفن السياسة.

أتذكر حينما كنت أري في كتبهم عقيدة عدم التحزب و الإلتزام بالمبدأ الدعوي و الدعوة إلي الله لمواجهة الفساد الذي يحل بالوطن و بالمجتمع فإذ فجأة يتنازلون عن العقيدة و ينحرفون عن مجموعة المباديء التي نشأت علي أساسها جماعة الإخوان بل و نشأ عليها أغلب التيارات الإسلامية ...


نعم أقولها صريحة و لست أنا فقط بل كثيرٌ من الشعب المصري يقولها كلاهما لا يمثلان الوطن و المواطنين و كلاهما لا يري سوي مصلحته فقط

نعم كل ما نعانيه في الوقت الراهن ما هو إلا نتاج أزمة المباديء ... فإذا أنهار المبدأ أنهار معه كل جميل و قد يؤدي لاحقاً إلي إنهيار الوطن ... فإن ثورتنا قامت علي مباديء و تراجعت عندما تراجعت المباديء و ستموت حتماً إذا ماتت المباديء بقلوب الشباب و ليس بقلوب العجائز من النخبة بطرفيها الحاكم و المعارض فكلاهما لا يريدان وطناً بل يريدون سلطة ... و هم لا يدرون أن السلطة لن تكون لهم مهما فعلوا بل هي للشعب و ستظل له أمد الدهر .... هم يظنون أنفسهم نخبة الساسة و المجتمع و هم ليسوا كذلك , فالنخبة الحقيقية لهذا الشعب هم الشهداء الذين ضحوا بالغالي و النفيس من أجل المبدأ ثم يأتي خلفهم الثوار الأحرار الذين يناضلون من أجل الثبات علي المبدأ و الأفكار ... هؤلاء هم حقاً النخبة . 


===========================================
للتواصل مع الكاتب علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك :



للتواصل مع الكاتب علي حسابه الشخصي علي الفيس بوك :

للتواصل مع الكاتب علي تويتر :

للتواصل مع الكاتب علي إيميله و مراسلته :




الاثنين، 30 يوليو 2012

الأيدولوجية البرادعاوية


الأيدولوجية البرادعاوية


بقلم : محمود عبد السلام


لست ممن يحبون شخصنة الأفكار , لأن الأفكار أرقي و أنبل من أن تختزل في شخص أو أن تكون حكراً علي فرد بعينه , مهما علا قدره أو كانت مكانته .

لكن عندما ترتقي الفكرة من كونها مجرد فكرة عابرة إلي أن تكون مجموعة من الأفكار في نسق معين يتعلق بشكل النظام الإجتماعي و غاية و أهداف هذا المجتمع , فهنا يختلف الأمر كلياً !!!!.

في تلك الحالة ترتقي الفكرة إلي درجة الأيدولوجية السياسية , و من ثم فإن الأيدولوجية هي نتاج إجتماعي , وذلك لأن الأيدولوجية هي علي الدوام المحصلة الفكرية لأناس بأعينهم يعيشون في مجتمع معين يشوبه بعض الإضطرابات و من هنا تأتي الأفكار للخروج من تلك الأزمات أو الإضطرابات التي قد تكون سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية فهي بشكل عام إضطرابات في الوطن , وتصدر تلك الأفكار عن أشخاص لا مجال للشك في وطنيتهم لأنهم سعوا بما أتيح لهم من فكر بأن يخرجوا بوطنهم من الإضطرابات و الأزمات .

اما في وطننا هذا للأسف فهم عملاء و خونة كما يصفهم البعض !!!

أتحدث في مقالي هذا ليس عن شخص الدكتور محمد البرادعي لكن عن "الأيدولوجية البرادعاوية" 



فالأيدولوجية البرادعاوية تنسب إلي الدكتور محمد البرادعي لأنه و إن كان يخفي نفسه لإظهار الفكرة بأيدي الشباب الذين يلتفون حوله , فإن الفكرة تختلط بشخصه إختلاطاً أملي تسميتها بأسمه !! ....

فالدكتور محمد البرادعي سعي إلي أن يجسد فكرته في مفهوم الشباب الذي أنطلق لتحقيق فكرته في "التغيير" التي هي في الحقيقة جوهر أيدولوجيته .

فبدايةً ألقي الدكتور البرادعي حجراً في مياه السياسة الراكد , بغية تحريك المياه الراكدة و الوقوف في وجه طوفان التوريث و الديكتاتورية , فكانت الجمعية الوطنية للتغيير وقد أثمرت تلك الجمعية بالتضامن مع العديد من القوي الأخري في إيجاد الحراك السياسي الذي أثمر عنه ثورة الخامس و العشرون من يناير التي أطاحت برأس النظام .... وبقي الجسد يسعي حتي وقتنا الحالي لينقض علي ما بقي من ثورتنا , بالرغم من وجود رئيس مدني منتخب !!!


فكان التطور الطبيعي للفكرة هي أن تتحول إلي أيدولوجية في نسق منظم و في كيان سياسي جامع منظم كحزب الدستور , البعض يقولون إن هذا الحزب جاء متأخراً لكنني أري في ذلك جزءاً من أيدولوجيته أراد بنا أن ندركه في تلك اللحظة خاصاً وهو أننا كان لا يجب علينا التعجل في ممارسة السياسة و الإبحار في مياه السياسة الهائجة أعقاب الثورة , حتي تتبلور سياسات المرحلة وحتي تكون القوي الثورية و الأحزاب الأخري غربلت عناصرها , ليكونوا مهيئين بشكل كامل للإنصهار في العمل السياسي وحتي تندمج معها القوي الشعبية التي أدركت حقيقة العديد من القوي السياسية المزيفة التي قفزت علي الثورة و أدت إلي إنحراف الثورة عن أهدافها .


فمن أجل تأسيس تلك الأيدولوجية يجب توافر عنصرين لا غني عنهم هما :
 1 ) الهدف  و 2 ) الوسيلة .
فالأيدولوجية البرادعاوية .... هي إنعكاساً و تعبيراً واضحاً عن التطورات المادية التي لحقت بالمجتمع المصري منذ منتصف السبيعينيات , و للظروف السياسية التي عاشها المجتمع المصري في ظل تلك الحقبة المليئة بالمتغيرات و المستجدات و حتي فترة ما بعد الثورة بكل التطورات التي حدثت و التي تحدث حالياً في الساحة السياسية  .

وهي بذلك تعبر عن تطلعات الشعب المصري و آماله في مستقبل أكثر إشراقاً , يستطيع من خلاله التخلص من الأزمات و المشكلات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية التي مازالت تعيشها مصر حتي وقتنا هذا في ظل الأوضاع الراهنة التي يسودها الفرقة و الإنقسام و التشرذم بين أبناء الوطن .

فعلي حد فهمي و روؤيتي إلي فكر الدكتور محمد البرادعي , فإن أفكاره ما هي إلا بلورة لخبرة النضال الثوري لشباب مصر الذي سأم من الفساد الذي يحيطه من كل جانب و ألتف حول الشخص الذي دعا إلي ما كان يطمحون إليه و هو التغيير .

فيذلك الأيدولوجية البرادعاوية هي تجسيد للآمال و الأهداف الحقيقية لثورتنا , فتلك الأهداف و الآمال لم تكن أماني الثوار فقط بل كانت أماني الشعب المصري بأكمله و هذا ما تم الإشارة إليه و أنعكس بالتأكيد في البيان التأسيسي لحزب الدستور حيث تم الإشارة في الفقرة الأولي إلي أن :


( عندما وضعت ثورة 25 يناير المجيدة الحرية و العدل في مقدمة أهدافها , كانت تعي جيداً أن الحرية و العدل معاً شرطان لتحقيق بقية أهدافها و علي رأسها الكرامة الإنسانية و العدالة الإنسانية لبناء مصر الجديدة , كما كانت تعي جيداً إنه لا تناقض  علي الإطلاق بين العدل و الحرية و إن أي مشروع نهضة لا يستقيم بغير هاتين الدعامتين . ) 

فهكذا وضعت الأيدولوجية لنفسها النسق التي تسير عليه و الأهداف التي تصبوا , أما عن الوسيلة التي بها تتحقق تلك الأهداف فهي بالتأكيد التي سعي بها الدكتور محمد البرادعي منذ البداية لإبراز فكر التغيير و مناهضة النظام الفاسد و هذه الوسيلة هي فكر الشباب و مجهوده و حماسه و طموحه في الرقي ببلاده .
هكذا و قد وضعنا الملامح الرئيسية لتلك الأيدولوجية العربية الوليدة و سنسعي قدماً في إثباتات أكثر لبلورة الأيدولوجية بشكل كامل و تأكيداً علي إنها حفيدة العديد من الأيدولوجيات العربية التي نشأت نتيجة لنضال طويل من أجل هدف واحد فقط ألا و هو مصر .

===========================================
للتواصل مع الكاتب علي صفحته الرسمية علي الفيس بوك :
https://www.facebook.com/TheAuthor.Mahmoud.abdelsalam



للتواصل مع الكاتب علي حسابه الشخصي علي الفيس بوك :
https://www.facebook.com/mahmoud.abdelsalam.aly

للتواصل مع الكاتب علي تويتر :
https://www.twitter.com/ma7moud_salam

للتواصل مع الكاتب علي إيميله و مراسلته :
Ma7moud.3bdelsalam@gmail.com


الأربعاء، 9 مايو 2012

لقد وقعنا في الفخ !!!

لقد وقعنا في الفخ !!

بقلم : محمود عبدالسلام علي

الصراحة توفر علينا الكثير من العناء و المشقة في التفكير و التدبير , لذا يجب علينا في باديء الأمر أن نصارح بعضنا البعض و أن نقر و نعترف بأن ثورتنا الآن في الطور الأخير من الأحتضار .
فإن كلمة إحتضار قد تكون ثقيلة علي بعض الناس وتحمل نبرة من اليأس و الشجن الذي صار يخيم علي الوضع الحالي لوطننا العزيز مصر .
فإن ما نراه حالياً من تدهور في الحالة الثورية هو ما جعلني أشعر بأن الثورة تتلفظ آخر أنفاسها في الشارع المصري الذي أحتسبه في ذمة الله بعد أن مات متأثراً بجراحه العميقة التي أمتدت طوال السنين العجاف التي مرت بها بلادنا و مازالت تعيشها حتي الآن بأثر رجعي للفترة السابقة التي أصفها بالعسيرة والتي تحتاج إلي سنين و ليس أيام لبعث الروح في الجثمان الهامد للشارع المصري .

فإننا كما نعلم جميعاً أن للمجلس الأعلي للقوات المسلحة اليد العليا في عملية إغتيال الثورة و آلية قيادة الثورة المضادة بكل حرفية .
فيجب علينا أيضاً أن نعترف أن للثوار أيد آثمة في بعض المواقف و التصرفات إتجاه إجهاض الثورة و وأد صرخاتها بالتغيير.
فإن تلك المواقف التي بدرت من الثوار أصفها بعض الأحيان بالحمق أو بالمراهقة السياسية كما يصفها البعض لأن تلك التصرفات الغير مسئولة كانت تبرر في كثير من الأحيان للظالم ظلمه و للقاتل قتله .

فعلي مر الخمسة عشر شهراً الماضيين نصبت لنا العديد من الفخاخ المحبوكة بشدة علي الصعيدين السياسي و الثوري .
فكانت الفخاخ تنصب إلينا بشكل زوجي بمعني أن الثورة كان يجب عليها أن تكون علي خطي ثابتة متزامنة مع الخطي السياسية أي السير في الطريقين معاً .
ولذلك كانت تصطنع الأزمات بهذا الشكل الزوجي حيث يضع لك فخاً سياسياً في التزامن مع فخاً ثورياً من جهة أخري , مما نتج عن ذلك نوعاً من التخبط و حالة الصعود و الهبوط في المزاج الثوري وفي عملية التغيير التي كنا ننشدها ولم تحدث .

فمثلاً حينما كان الشعب المصري منشغلاًً بالإستفتاء علي التعديلات الدستورية كانت أولي الأزمات الثورية المصطنعة من قبل المجلس العسكري و هي فض إعتصام أهالي الشهداء في 11 مارس 2011 .

و هنا كان إنجراف الثوار نحو الجبهة الثورية و إهمال الجبهة السياسية و تركها في أيدي المتآمرين من القوي السياسية الذين وضعوا أيديهم في يد عمر سليمان حينما طلب منهم في يوماً من أيام الثورة تحريض المتظاهرين علي إخلاء الميادين .
وبعد أن نجحت الثورة في خلع رأس النظام وضعوا أيديهم في أيدي جنرالات المجلس العسكري .
ثم تلاعبوا بعقول البسطاء حينما إدعوا بأن القول بنعم في الإستفتاء واجب شرعي لأنه يحقق الإستقرار للبلاد .!!!!

و هكذا الكثير من الأحداث التي إذا تمعني النظر في مجرياتها الساسية و الثورية بوجدنا تلك الأحداث هي فخاخ حقيقية أدت فيما بعد إلي إغتيال الثورة .
أما عن الفخاخ التي وقع فيها الثوار فيما بينهم و أدت إلي ذلك أيضاً فهي كالآتي :

الفخ الأول كان الإفراط في إستخدام الأداة الثورية علي أي كبيرة أو صغيرة مما أدي إلي حالة من الملل الثوري للشارع المصري الذي طالما عاش مسالماً خاضعاً لأي أضطهاد و ظلم ولا يبالي بهم .

أما عن الفخ الثاني : كان نتيجةً للفخ الأول فالإفراط في إستخدام الأداة الثورية أدي فيما بعد إلي دخول عناصر غريبة عن الصف الثوري ترتدي زي الثوار و ماهم بثوار قط , يرددون هتافاتك و يتحمسون لها لدرجة الرغبة في صنع المواجهات و المشادات بين المتظاهرين وبعض و بين المتظاهرين و عناصر الأمن .
وعندما تحدث المواجهات لا تجد منهم أحداً فيحصد الثوار الحقيقين الثمار المرة من تلك المواجهات التي يرحل فيها خير شباب مصر و نحتسبهم شهداء بإذن الله .

أما عن الفخ الثالث : هو أغبي الفخاخ التي وقعت في الثورة و الثوار , وهو فخ شق الصف عن طريق التحزب و كثرة الإئتلافات و الحركات التي لا أنكر دورها الوطني العظيم في هذا الحراك السياسي و الثوري , لكن برغم علمي الكامل بوطنيتهم الشديدة إلا إني كنت أري أحياناً إن إنتمائهم الحزبي أو الحركي أكثر من أنتمائهم لوطنهم هذا .
أعلم جيداً إن هذا الإحساس خاطيء مئة بالمئة بموجب كثرة تعاملي معهم و علمي الجيد بكثرة تضحياتهم .
ويندرج تحت هذا الفخ بنود كثيرة منها : عدم التوحد علي قائد و عدم التوحد علي كلمة و سياسة موحدة لخوض المرحلة القادمة .

أما الفخ الرابع : فهو نتيجة للفخ الثالث , فإن عدم التوحد و التشتت أدي في بعض الأحيان إلي الصراعات الطفيفة مما أعطي فرصة لراكبي الثورة من القوي السياسية بإنتهاز الفرصة و الأصطياد في المياه العكرة و كان الفائزالوحيد من تلك الصراعات الحمقاء حيث نالوا ما يريدون و لم تحصل الثورة علي ما تريد .
فماذا لو كانت توحدت القوي الثورية ؟؟؟؟
سأجب أنا : لكنا رأينا برلمان يشعر حقاً بالمسئولية الثورية إتجاه هذا الشعب , لكنا رأينا القصاص العادل , و لرأينا شباب ممن صنعوا هذه الثورة بدمائهم و تضحياتهم يجنون ما زرعوه طوال الأعوام السابقة من تضحيات .
لكن هذا التشتت هو ما جعلهم حتي الآن مستمرين بالتضحية و لهم منا كل الإحترام و التقدير .

أما الفخ الخامس و الأخير : هو صنع فجوة بين المواطن المصري البسيط الذي يسعي وراء لقمة عيش نظيفة من أجل أبنائه و أسرته وبين المواطن المصري البسيط الثائر الذي يسعي نحو حريته و كرامة بلاده قبل أن يسعي إلي لقمة عيشه .
فكلاهما يحب وطنه لا محالة في ذلك , ولكن لكل منهم طريقته في و أسلوبه .
فالأول يري أن صمته و عمله و سيره بجانب الحائط قد يحقق الإستقرار المنشود .
والثاني يري أن هتافه و صراخه بكلمة الحق في وجه الظلم هو طريقه نحو حلمه ببلد أساسها الحرية و العدالة الإجتماعية .

فهذا المواطن البسيط الذي نزل في أيام الثورة نزل من منزله في أيام البرد القارس حينما سمع مثلاً هتاف " غلوا السكر غلوا الزيت ... بكرة نبيعوا عفش البيت "
فرأي في من يهتفون تلك الهتافات كأنهم يهتفون من أجله من أجل أوجاعه و آلامه , فنزل من بيته وسمعهم يرددون هتاف " يسقط يسقط حسني مبارك " و " الشعب يريد إسقاط النظام " كان يهتف لأنه كان يري في هذا الهتاف سبيلاً لرفع عناء المعيشة و قسوتها .
فأنا أذكر مثلاً يوم 12 / 2 / 2011 نزلت من بيتي لأستنشق عطر الحرية بعد سقوط المخلوع فوجدت أمرأة تقول لرجل " يا خويا شلنا مبارك أخيراً و أخيراً حتنزل الأسعار".
و هذا هو السبب في تحليلي للمواطن المصري البسيط الذي يعاني من الأمية بنوعيها : الأمية السياسية و الأمية الكتابية .
فعلي الصف الثوري أن يدرك جيداً أن الشارع المصري يراه الآن قد تخلي عنه و أن الناشطين السياسيين يعيشون في كوكباً آخر غير الذي نعيش فيه بعيداً عن أوجاع المواطن و آلامه , فكيف تأتي له الآن و تقول له ثور و ردد " يسقط يسقط حكم العسكر "
وهو يراك تخليت عنه و تريد مصالحاً لا يراها في صالحه .

و أخيراً يا ثوار مصر الأحرار لا نريد أن نقول لقد و قعنا في الفخ و لا نريد أن يأتي لأبنائنا سؤالاً في أمتحان التاريخ يقول في " أذكر أسباب فشل ثورة 25 يناير2011 
مازلنا نستطيع أن نصعق الجثمان الهامد لتدب فيه الحياة من جديد .

الجمعة، 13 أبريل 2012

رئيس مصر القادم ... صنع في امريكا

رئيس مصر القادم ... صنع في أمريكا


بقلم : محمود عبدالسلام علي

حقاً علينا أن نتعجب هذه الأيام و نحن نشاهد تطورات الوضع السياسي الحرج الذي تعيشه  بلادنا هذه الأيام ولا نملك سوي أن نقول لكي الله يا مصر .......
حينما أري أحد أعمدة النظام السابق يعود للظهور من جديد و هو أكيد عمر سليمان و حين أري تناقد مواقف الإخوان المسلمين و حزبهم في إتخاذ قرار ترشيح خيرت الشاطر او محمد مرسي عندها أعيد التفكير في ثورة أخري لا ينقض عليها أحد .
كان يتسلل إلي نفسي الخوف علي بلادنا من مستقبل الرئيس القادم لكن هذا الخوف قد أصبح واقعاً نعيشه و حين ذلك بدأت أن أقرأ و أتبين في تاريخنا و تاريخ أقرب حلفائنا الذين يمتلكون الهيمنة علي كافة قرارتنا ألا وهي أمريكا .

لا تتعجب في دنيا ملأت بالأعاجيب حين أقول لك أن قرار رئيس مصر القادم قد أتخذ بالفعل في لانجلي بولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية ... نعم حيث تكمن وكالة المخابرات الأمريكية نعم لا تتعجب و ستعلم ماذا أقصد في نهاية هذا المقال.

قامت ثورتنا التي لم يشاء الله لنا بإستكمالها و بتحقيق أهدافها و قد كانت الإستراتيجية الأمريكية وقتها تدعم مبارك و نظامه ثم بدأت تنحرف عن الدعم رويداً رويداً , فبدأت بمطالبة النظام بتغيير السلطة سلمياً أو الإنتقال السلمي للسلطة أو تداول السلطة بشكل سلمي ولكن هنا بدأت أن أتحدث إلي نفسي و أقول " من أمتي أمريكا بتحب الشكل السلمي أوي كدة دي مصلحتها حرب زي ليبيا او سوريا عشان تنتهز الفرصة و تقسم مصر و تبقي مهيمنة فيها أكتر و أكتر " و هنا أدركت أن ليس من مصلحة أمريكا أن تتغير السلطة في مصر بشكل جذري أو بمعني أصح تغيراً ثورياً .

فالإدارة الأمريكية لا يعنيها النظام في مصر بقدر ما يعنيها أن يكون الإنتقال من نظام إلي نظام بطريقة سلمية لا ثورية و هذا من أجل بقاء السيطرة , فالإنتقال السلمي للسلطة يتيح للإدارة الأمريكية إعادة ترتيب أوراق اللعب بما يحافظ علي المصالح الأمريكية في مصر و الشرق الأوسط بوجه عام .

أما الإنتقال الثوري للسلطة فعادة ما يخرج عن نظاق السيطرة , فالثورة أشبه بقدر به ماء يغلي فلا يمكن السيطرة علي حركة الغليان التي عادة ما تجعل ما في القاع يفور مع الغليان فيصعد إلي السطح و ما في السطح يهبط إلي القاع .

و من هنا جاء التغير الخبيث للإدارة الأمريكية من دعم مبارك إلي دعم غير معلن للإخوان المسلمين .
فقد أجادت المخابرات الأمريكية تلك الصناعة ألا و هي صناعة الزعامات و توظيفها ثم إستغلالها لتحقيق مصالحها الخاصة ثم تقوم بوضع الخطة الملائمة للتخلص من تلك الزعامة حينما تبدأ بالخروج عن السيطرة و حينما تنتهي المصلحة التي جعلتهم يأتون به و هذا ما قد سبق أن فعلته عندما صنعت أسامة بن لادن و تنظيم القاعدة لضرب و إيقاف الإمتداد الروسي في أفغانستان حتي إذا تحقق هذا الهدف فأنقلب السحر علي الساحر ثم جري ما جري فأنقضت عليه و كانت تصفيته .
وهي الآن تريد أن تصنع لنا هذه الزعامة تحت قيادة جماعة الإخوان المسلمين الذي هو الآن جاهزاً للإنقضاض علي السلطة في مصر , و بهذا تستغل أمريكا الإخوان بمرجعيتهم السنية لضرب إيران الشيعية بعد أن تعذر عليها ضربها بصدام حسين في حروبه ضد إيران التي أستمرت قرابة العشر سنوات .

فالإدارة الأمريكية يهمها حالياً ضرب القوة العسكرية الإيرانية و إيران دولة شيعية إذاً إذا أردت ضربها في عقر دارها فلتخرج لها من قلب العالم الإسلامي بدولة سنية لتستغل بذلك الصراع التاريخي بين المذهبين السني و الشيعي لتحقيق مصالحها و بالتالي مصالح إسرائيل في إستكمال إلتهاب باقي الدولة الفلسطينية , هذا هو السبب في وجهة نظري  لتصعيد الإخوان لمرشح رئاسي منهم .